الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في الدورة 25 لأيّام قرطاج السينمائيّة: تتويج السينمائي الناصر خمير بالتانيت الذهبي

نشر في  10 ديسمبر 2014  (10:44)

توّج السينمائي الناصر خمير في الحفل الاختتامي للدورة 25 لأيام قرطاج السينمائيّة بالتانيت الذهبي تكريما لمسيرته السينمائية الغزيرة بالأعمال والتي تعدّ قرابة الـ15 فيلما منها «الهائمون في الصحراء» (1984) و«طوق الحمامة المفقود» (1991) و«بابا عزيز» (2005) و«شهرزاد أو الكلام ضدّ الموت» (2011) و«البحث عن الشيخ محيي الدين» (2012) و«من أين نبدأ؟» (2014).

واعتبر المستشار الفنّي للمهرجان اقبال زليلة ان في تكريم الناصر خمير مصالحة مع ذواتنا، حيث يمكننا اختزال سينما خمير في تلك اللقطة من فيلمه «بابا عزيز» حيث نرى الأمير باحثا عن صورة لروحه في انعكاسات الماء، وفي هذه الصورة دعوة لإعادة التفكير في تموقعنا في العالم وضرورة التصالح مع ذواتنا.

إذ يكمن موطن ضعف العالم العربي، وفق نظرة خمير، في انعدام تأصله في ميثولوجيا ينهل منها، ممّا يحدث شرخا بين الماضي والحاضر ويدفع بالمجتمعات العربية نحو نمط حياة يقوم علي الاستهلاك بعيدا عما يعج به مخزونها الحضاري.

وعادة ما تطرح أفلام الناصر خمير تيمات وقضايا ذات علاقة بالحضارة العربية، فيسائل المخرج معاني اللغة العربية وجماليتها في فيلم «رفقة اندري ميكال»، ويُبحر مع المعجم الحبي في «ياسمينة واسماء الحب الستون»، وهو فيلم يرسم انحدار الأوطان العربية في منعرجات الفراغ وتهميش الإرث العربي الإسلامي وذلك منذ سقوط قرطبة.

أما فيلم «بابا عزيز» فيصوّر حالة التيه والضياع الروحي التي أصابت العرب، بينما يقتفي خمير في فيلم «البحث عن الشيخ محيي الدين» أثر واحد من أهم أعلام التصوّف الإسلامي وهو الشيخ محيي الدين ابن العربي (1164 ـ 1240) الذي ارتقى بحبّ الآخرين الى منزلة الدين.

ويقول خمير: «منذ أوّل فيلم لي وإلى غاية اليوم، اخترت العمل على الثوابت التي تقوم عليها سماؤنا حضاريا، كلّ أعمالي تبحث عن كلاسيكية فنية وجمالية لأنّني أعتقد أن بناء ما يشابهنا يستدعي منا الرجوع الى الثوابت. همي يتركز على بناء هذه الثوابت بالصورة، فهذا غير موجود. الصورة هي تكوين حضور آني يمسّ كل إنسان في أيّ مكان، هذه هي الحداثة، أي أن تعطي الآخر المختلف ادوات تواصل من منطلق المشترك الإنساني وأن تكتبه بلغتك وأدواتك ومراجعك».

وروى خمير خلال تكريمه في المسرح البلدي قصة الفداوي الذي كان يجلس في مدخل المدينة العتيقة ليحكي قصصا من الماضي التليد، وبعد مرور سنين، سأله خمير لماذا تواصل قصّ نفس الروايات، فأجابه الفداوي:«أواصل القصّ حتى لا يُغيرني العالم». وهي حكاية تكشف مغزى التمشي الفني للناصر خمير سواء كان ذلك في السينما او في الرسم أو في النحت أو في الكتابة.

شيراز بن مراد
تصوير: أيمن الزناقي